اللافت للنظر هو كيف أصبحت العلامات التجارية المحلية في كل دولة انعكاسًا لهويتها الثقافية. في اليابان، على سبيل المثال، يُنظر إلى شركات التجزئة المحلية كأوصياء على الثقافة، وهي تقود أكثر من 65% من مبيعات التجزئة. القصة مماثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من إجمالي مبيعات التجزئة مدفوعة بشركات التجزئة المحلية، مما يدل على الدور المحوري الذي تلعبه العلامات التجارية المحلية في تشكيل مشهد التجزئة في بلادها. بينما تهيمن شركات التجزئة المحلية في الهند على 70% من السوق. تقف المملكة العربية السعودية أمام مفترق طرق مثير للاهتمام في مسيرتها بمجال تجارة التجزئة. فمن ناحية، بدأت منظومة تجارة التجزئة المحلية في الازدهار، مع صعود العلامات التجارية المحلية لتصبح قوى وطنية. ومن ناحية أخرى، تواصل الامتيازات العالمية الراسخة مثل ايكيا وزارا واتش اند ام جذب المستهلكين. ومن اللافت للنظر أن تجار التجزئة المحليين السعوديين يشكلون الآن 70% من القوى العاملة في قطاع التجزئة، وهم على استعداد لتحقيق نمو سنوي بنسبة 5%، مدفوعين برؤية 2030 الطموحة للمملكة ودعمها لريادة الأعمال المحلية. ومع تزايد عدد السعوديين الذين يتولون زمام المبادرة في مجال الابتكار في قطاع التجزئة، تتطور القصة نحو التمكين والمرونة والتركيز المتزايد على الاعتماد على الذات، ويتشكل مستقبل قطاع التجزئة السعودي من الداخل، على أيدي شعبه.